تحتل منطقة معبر أهمية كبيرة في تاريخ منطقة المشقاص القديم والحديث نظرا إلى وجودها في ملتقى الطرق الرئيسية قديما وموقعها الاستراتيجي الهام الذي تتميز به عن غيرها من المناطق تحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات وتتوفر بها كافة مقومات الحياة من مياه نقية صالحة للشرب وأراض خصبة صالحة للزراعة ومراعي وفيرة عامرة بالأعشاب والحشائش وبأنواع مختلفة من النباتات الطبيعية النادرة كاللبان والصبار والسدر والسمر والعشر والسرح والثلا والأراك والصر وغيرها من الأشجار المعمرة من النباتات العطرية والطبية وغيرها مما جعلها مطمعا للغزاة الفرس تحيط بمنطقة معبر سلسلة جبلية من جميع الاتجاهات تتخللها مجموعة من الأودية والشعاب والروافد وأهمها وادي البطاح الذي يلتقي بوادي الصيلو بالقرب من منطقة زمزم ليشكل وادي الضبق الذي يمر شرق معبر وهناك وادي ملكضة الذي يلتقي بمجموعة من الشعاب والروافد ليشكلا معا وادي معبر أو وادي الحوطة كما يعرفه البعض ويمر هذا الوادي غرب منطقة معبر ويلتقي هذا الوادي بوادي الضبق بالقرب من حصن شروان ما بين مغيثانه والمعيان مشكلين وادي معبر الذي يلتقي بوادي القطار القادم من منطقة الرحبة ليمروا غرب مدينة قصيعر ومنها إلى البحر وهناك مجموعة من الشعاب والأودية الصغيرة كريدة با كعيت وشعب بارخيلة وشعب قميع واليبانة وغيرها من الشعاب والأودية تحيط بمنطقة معبر من جميع الاتجاهات غابات كثيفة وجنات خضراء تكثر فيها أشجار النخيل والموز والباباي جوز الهند والليم الحامض والسدر وأعلاف المواشي وأنواعا كثيرة من الحبوب كالذرة والدخن والمسيبلي وأنواعا كثيرة من الخضار والفاكهة وأشجار الزينة وذوات الروائح الزكية كا لريحان والكادي من أهم تلك الواحات غيظة معبر وغيظة الضبق وبير القباب وبير التينة وأبار زمزم وعمبه وحيط عمرو وبير توكة واليافة والمعيان ومعيان القطار وبير الكريتي وبير مده وبير عبد الاه تعتبر منطقة معبر الأكثر تصديرا للباباي والموز والتمور حيث تصل صادراتها الى معظم مدن وقرى المحا فظة والمحافظات الأخرى المجاورة ومنطقة معبر اليوم تتقسم الى مجموعة من القرى والأرياف التجمعات السكانية هي المقد والحوطة والضبق والبير وزمزم وعنبه وقارة العبال والقشربة والخبه وشعب الشيجن وغار الحمر ويحي الحوير بالإضافة الى تجمع الصيلو والبطاح أولا : المقد وهي ذات الكثافة السكانية الأكبر وفيها : يقع السوق الرئيسي للمنطقة والملتقى اليومي لمعظم أبناء المنطقة والمقد هي عاصمة منطقة معبر حيث تتوسط جميع مناطق معبر و توجد بها مدارس التعليم الأساسي للبنات وللبنين وسوق السمك والمحلات التجارية ومحلات بيع الخضار والفواكه وغيرها من بقالات وبوفيات وخدمات الكمبيوتر والصيدليات ثانيا: الحوطة : وهي من أقدم مناطق معبر شيدت في نهاية القرن السادس الهجري ومطلع القرن السابع الهجري وسميت بالحوطة كغيرها من الحوط الموجودة في وادي حضرموت( تعني الحوطة المنطقة المنزوعة السلاح أي لا يجوز الدخول باالسلاح إليها ) نظراً لمكانتها الاجتماعية بين شيوخ القبائل إذ فيها يتم حل النزاعات والخلافات (التي كانت تنشب بين القبائل) من قبل المنصب الذي يقوم بعمل الصلح بين كل القبائل المتخاصمة ولنا في هذا الموضوع وقفة في حلقات قادمة إن شاء الله
تحتوي منطقة الحوطة على كم هائل من الآثار القديمة التي تحكي تاريخ هذه المنطقة كمسجد بيت حسين الذي تم هدمه في الثمانينات القرن العشرين والدار القديم ومجموعة المنازل القديمة ومسجد الغيضة الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن السابع الهجري والذي يعد من أقدم المساجد على مستوى المنطقة وأول جامع بالمنطقة وفيه كان يتم تعليم القران وأمور الدين والكتابة والحساب وكان الطلاب وطالبي العلم يقصدونه من معظم مناطق المشقاص والمناطق الأخرى ومن هنا أطلق على المنطقة اسم وادي النور ومن المعالم السياحية الهامة في الحوطة عين با وعل وهي عبارة عن نهر جاري طيلة العام مياهه عذبة ويسقي هذا النهر غيظة معبر بأكملها بارك الله لنا فيها وأدامها على مر العصور
المزيد والمزيد من تفاصيل انتظروها في الحلقة القادمة إن شاء الله
بقلم / د : عوض عبد الله بن غدران
نقلا عن مجلة صوت العاصفة