رقم المشاركة : 1عضــوقرية معبر في المشقاص .. موقعها و شيء من تاريخهاالتسمية : إسم معبر من الأسماء المشهورة والتي تدل على أن دلالتها معنوية وليست علم على موضع بعينه .. ومن تلك المناطق معبر شبوة و معبر ذمار .. و كذلك منطقة معبر في المشقاص .. والتي سنتحدث عنها .وتوجد لدينا روايتان عن أصول التسمية : الأولى أن المنطقة سميت من حكاية مخلدة هناك .. فقد كان رجلان إخوة كانوا على " برا" وحرب مع رجل آخر، فكانا يطلبانه ، ولما وصلا إلى هذه القرية قال أحد الإخوان متسائلاً عن الرجل هل عبر؟ فأجاب الآخر : ما عبر .. ما عبر ، ومن يومها والقرية تسمى معبر ..أما الرواية الأخرى عن معنى مسمى معبر فيرجعها البعض من المهتمين بأنها كلمة فصحى تعني الممر ، ويرجعون سبب التسمية إلى أن معبر كانت ممراً وطريقاً للقوافل الآتية من المشقاص – الشرق – والذاهبة إلى وادي حضرموت .. ولعل الرواية الثانية أصح في نظرنا ..الموقع : تحتل القرية موقعاً استراتيجياً بحكم وقوعها وإطلالها على طر يق القوافل القديمة ، وهي سهل منبسط يجاوره من الشمال الشرقي لمعبر غبرة بيت شعيب (بينهما عدة ساعات) .. و من الجنوب غار الحمر ومهينم ومن الشرق وادي تنشوه ومن الغرب مسيال الرحبة .. قراها : أقدمها و أعرقها الحوطة التي يوجد فيها مسجد أسس في القرن السابع الهجري وهو مسجد الغيضة ، أسسه الداعية عبدالله بن محمد باعباد المشهور بالقديم ، ونحن لانعرف شيئاً عن سكانها القدامى والذين في عهدهم أسس هذا المسجد .. و أما اليوم فأغلب قاطنيها من آل باعباد بيت حسين وبيت محمد بن حسين .. وقد قرأت في أحد المواقع الإلكترونية أن سكانها في حدود عام 600هـ كانوا من آل بامحرم أو بني محرم ، المتواجدين في خاشيم آنذاك وما بعدها .و هناك معلم قديم يدل على قدم المنطقة هو حصن شروان ويدل على أن المنطقة الواقع فيها من المناطق القديمة في القرية .. ويقع الحصن جنوب قرية الظبق حالياً ، وفي القديم لم تكن قرية الظبق هذه تسمى بهذا الإسم ولكن كانت تطلق على الغيضة الواقعة شرقي القرية اليوم.. ثم عممت لفظة الظبق لتطلق على القرية في تاريخ حديث .. وقرية الظبق اليوم يسكنها أفراد من الجامحة و آل باعباد و بيت النمر ، وهم من بيت مسمار من المهرة .. وكذلك يسكنها بعض من بيت غراب و غيرهم .وهناك قرية أخرى هي المقد قرية أسست حديثاً و قد سميت بالمقد بحكم تضاريسية موقعها .. فهي مقد جبل أي سطحه .. ومن سكانها الجامحة وبيت دري [درج] من بيت مطر، وكذلك بيت زبع [لم نقف على نسبهم] ، وبيت رشود [من أصل إفريقي] ، كما يسكن في المقد أفراد من حضر قصيعر مثل بيت بازياد و آل بامقد [لم نقف على نسبهم] ، وغيرهم كانوا يقصدوها للتخرف أي قضاء فترة الخريف هنالك ، ولا يزال بعض بيت بازياد يملكون نخلاً وبيوتاً في معبر إلى يومنا هذا..ومن قرى معبر قرية الذبل وهي تقع على الضفة اليمنى للمسيال الآتي من الشمال ، وإذا أتى سيل فإن السبل و المسالك تنقطع بين الذبل و المقد والظبق ، ومن سكانها بيت شينعة و ينطق الإسم مخففاً شِنعة بكسر الشين ، و لايعلمون عن نسبهم شيئاً .. و خلال تواجدهم بمعبر لم يقوموا بأية صراعات ، بل هم ميالين إلى السلام .. و في الأصل هم من بني شجنعة ، وهناك نقطتا إختلاف فإما كانوا من آل راشد القحطانيين ، الذين منهم عبدالله بن راشد بن شجنعة بن فهد (من أهل القرن السادس)أو من آل إقبال هناك راشد بن شجنعة بن إقبال (من أهل القرن السابع)الذي هرب من الشحر إلى الجبل وحصوين عندما استولى الرسوليون على الشحر والريدة [المشقاص]، لذا فقد عدهم الباحث سالم فرج مفلح من ثعين ، وقد كانت لهم أموالاً في قرية سرار فباعوها للمشايخ آل باغشوة .. ويبدو أن للسلطات دورها في مصير أسرة آل شجنعة بن إقبال أو آل شجنعة بن راشد ، فنرى أنه عام 677هـ أجلاهم الرسوليين إلى من الريدة والشحر إلى حصوين كم أسلفنا، ومن بعد الرسوليين حكم الأمير أبو دجانة المهري ، وهنا لم تظهر المصادر التاريخية أي نشاط لآل إقبال و آل راشد ويبدو أن آل شجنعة حينها كانوا متواجدين حوالي الريدة فقد كانت لهم أموالاً في سرار إلى وقت قريب .. (1)ومضات تاريخية قديمة للمنطقة :الإحتلال الفارسي في معبر :ذكرنا أن في مقدمة معبر حصن شروان وهو اليوم مجرد أطلال وبقايا جدران ، لكنها احتضنت في دواخلها أسرار كثيرة عن تاريخ هذا الحصن وهذه المنطقة لم تكشف لحد يوم الناس هذا.يجمع سكان المشقاص أن هذا الحصن من آثار حكم الفرس بالمشقاص في القرن السادس للميلاد ، كما أن هناك حصوناً أخرى لهم بالمشقاص مثل حصن شقبون .. ويسمى هذا الحصن بحصن الكافر ، وهذه التسمية لاشك من مسميات العصر الإسلامي وقد انتشرت إطلاقتها في القرن العاشر الهجري ، أطلقها مؤرخو ذلك العهد على الإفرنج البرتغال ، لأنهم كانوا على الدين النصراني .. ويبدو أن تسمية الفرس بالكفر ومنها الكافر أتت لأن الفرس كانوا على المجوسية تقديس النار المنافية للإسلام .. ولادليل على أن الكافر هو البرتغالي فلا نعرف أن البرتغال سيطروا على المشقاص ..أقام الفرس في معبر وحواليها مزارعاً و بساتيناً ، وشيدوا جداولاً و (عتوماً) تروي تلك المزارع ، وتُغذى هذه الجداول والعتوم من معايين في معبر نفسها .. ومنها معيان عين باوعل حالياً .. ولعل المعيان الواقع قرب حصن شروان من هذه المعايين والله أعلم.كما كان هؤلاء الفرس يعتمدون على اللبان سلعة العصر القديم ، ويصدرونه من هناك ، حيث إن اللبان ينتشر على تلال معبر ومناطق أخرى مجاورة .. فالفرس استغلوا الموارد الإقتصادية لمعبر ، لمصالحهم الشخصية و إشباع مطامعهم .. على حساب ثروة هذه البلاد وهذا هو الإحتلال بعينه .. إذاً فالفرس كانت لهم سلطة استعمارية و احتلالية وليس سلطة حماية أو سلطة تحالف وإخاء.بهذه الشناعة وهذه التطلعات السلطوية و الإستعمارية ، أثار الفرس سكان قرية معبر، فبرزت نزعات استقلالية مناهضة للحكم الفارسي الإستعماري ، و قامت ثورات حربية بشكل جماعي أو فرادى .ومن تلك الثورات التي قامت فرادى ثورة البطل المعبري : أبو عنك صاحب السيف الضخم البتار ، الذي بواسطته قام أبو عنك بقطع صخرة صلداء بجانب بيته ظناً منه أنه عدو فارسي خادع له .. وشاهد الحاكم الفارسي لمعان السيف فارتبك و انزعج من تلك القوة الهائلة فأنشد شعراً في بأس أبي عنك ومنها : (2)بارق من المشرق برق ذا سـيف بو عنك لاحولاشك أن هذه الأبيات ليست للحاكم الفارسي المتحدث بالفارسية ، ولكنها أبيات من ملحمة صاغتها العقليات القديمة في نسيج خيالي أسطوري.. ولم يبق منها سوى هذا البيت الشعري.وكما يروي السكان المحليون أن نهاية الفرس في معبر كانت عبر خطة محنكة دبرها الأهالي حيث أحضروا قافلة جمال و وضعوا فيها أكياس وبداخلها رجالاً زعماً منهم على انها تجارة ، فدخلوا بها الحصن ليتم جمركتها .. فلما صاروا في واجهة الحاكم خرجوا من الجمال وقتلوا الحاكم وحاميته .. (3)ولكن في هذه الفترة ومابعدها يكتنف تاريخ معبر غموض تاريخي من قبل الرواة و من قبل الكتاب فلا نعرف عن دخول الإسلام إليها .. ولا عن سكان ذلك العهد ، وهم فيما نظن لايعدو أن يكونوا من الصدف أو حضرموت أو مهرة أو قضاعة ..ختاماً:إخواني الأعزاء تقبلوا هذه البحث القصير وفي هذه العجالة عن تاريخ مدينة متوغلة في أغوار التاريخ ، التي لو سطرنا المجلدات الضخام و المؤلفات العظام لفيها ، ليعد ذلك قليل في حقها .. ولكنني أمسك عنان القلم و أترك المجال لفارس آخر ليدلي بدلوه في خضم هذا المجال ..تقبلوا تحياتي : أبو حسن - باسل عبدالرحمن باعباد