ياأبناء معبر أتركوا الحقدبينكم البين وخلوا الرياضة في معبر تتألق وكونوا إخوة متحابين
يقول تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(3).فإذا قامت الأخوة على غير الإيمان والتقت على المصالح الدنيوية والمنافع الشخصية فإنه تورث العداوة والبغضاء مع أول صراع على الدنيا يبدو وفي أول تنافس على المغانم وابتغاء المصالح يظهر ، وإن وجدت مسلماً فيه إيمان وتقوى ولم تجد معه أخوة صادقة ، وصداقة مخلصة ..فهو إيمان ناقص ، وتقوى مشروخة أما أنه إيمان ناقص لما أخبر به حبيبنا خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه بقوله : ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))(4).وأما أنها تقوى مشروخة فلقوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(5).والنفس الإنسانية القائمة على الإيمان الممتزجة بالتقوى بمجرد أن تلتقي مع ما يماثلها إيماناً وتقوى فإنها تشعر بالإنس في أول لحظات اللقاء ، وتحس بالصفاء في أول لمحات التعارف بل تمتزج نفساهما كأنهما نفس واحدة ويتجاذب قلباهما كأنهما قلب واحد،فإذا بالمحبة تنبض في عروقهما ، والأخوة تسري في دمائهما والمودة تتألق في وجهيهما ، فيمسك الأخ بيد أخيه في رفق وإشفاق وحنو ليسيرا معاً في رياض الصفاء إلى هذه المعاني وغيرها أشار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يوم أن قال
(الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ))